تقدم المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ باقتراح برغبة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري الثقافة والتنمية المح

مجلس الشيوخ,المهندس حازم الجندي,قصر ثقافة طنطا,أزمة قصر ثقافة طنطا,دور قصور الثقافة,حل أزمة قصور الثقافة المهجورة,قصر الأميرة فريال الأثري

الأربعاء 31 ديسمبر 2025 - 15:27

قصر ثقافة طنطا تحت قبة الشيوخ.. النائب حازم الجندي يطالب بحل الأزمة

النائب حازم جندي
النائب حازم جندي

تقدّم المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، باقتراح برغبة موجّه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري الثقافة والتنمية المحلية، طالب فيه بسرعة إنهاء أزمة قصر ثقافة طنطا بمحافظة الغربية، والعمل على توفير مقر بديل دائم يليق بالقيمة التاريخية والثقافية لهذا الصرح، الذي يُعد أحد أبرز منارات الثقافة في دلتا مصر.

دور قصور الثقافة

وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف بناء الإنسان المصري، باعتبار الثقافة ركيزة أساسية في هذه الاستراتيجية، لما لها من دور محوري في التنوير والتثقيف والتوعية، والحفاظ على الهوية المصرية وترسيخ الانتماء الوطني، لافتا إلى أن قصور الثقافة عانت لسنوات طويلة من الإهمال والفوضى، ما أدى في كثير من المناطق إلى تحوّلها إلى أماكن مهجورة، إلا أنه في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت الدولة في اتخاذ خطوات جادة لتطوير وإعادة هيكلة قصور الثقافة وإحياء دورها المجتمعي.

أزمة قصر ثقافة طنطا

وأضاف الجندي أنه رغم توجيهات القيادة السياسية الواضحة بدعم وتطوير قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، ورغم الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في هذا الملف، فإن أداء بعض المسؤولين المعنيين لا يزال دون المستوى المأمول، خاصة فيما يتعلق بالقصور التاريخية التي خرجت أجيالًا من المبدعين والمثقفين، لكنها اليوم لا تجد مقرًا يحتضن أنشطتها ويستوعب طاقات الشباب وإبداعاتهم، ومن بينها قصر ثقافة طنطا بمحافظة الغربية، عاصمة الدلتا.

وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن قصر ثقافة طنطا لعب على مدار عقود دورًا مهمًا في نشر الوعي الثقافي وغرس قيم الولاء والانتماء، وأسهم في تخريج آلاف المبدعين الذين أثروا الحياة الأدبية والفنية والثقافية في مصر، ورغم هذه المكانة، تعرض القصر لإهمال شديد خلال السنوات الأخيرة، تمثل في عدم وجود مقر دائم له، فضلًا عن تهديد النشاط الثقافي بالتوقف لفترات طويلة بسبب نزاع قضائي مع مالك إحدى الشقق المستأجرة التي كانت تُستخدم لإقامة أنشطة القصر.

 

وأشار إلى أنه بعد صدور حكم قضائي لصالح مالك الشقة، تم إخلاء المقر وتسليمه تنفيذًا للحكم، ليصبح قصر ثقافة طنطا بلا وجود فعلي على أرض الواقع، دون أي تحرك جاد من المسؤولين لتوفير مقر بديل دائم يليق بقيمته. و

أكد الجندي، أن استمرار هذه الأزمة يهدد بحرمان مئات الآلاف من المواطنين، خاصة الشباب والنشء، من ممارسة الأنشطة الثقافية، رغم تكرار النداءات والمناشدات والشكاوى المقدمة من الأدباء والمثقفين ورواد القصر والمواطنين والإعلاميين والنواب.

وتطرق النائب حازم الجندي إلى ما تردد مؤخرًا من أنباء حول إغلاق قصر ثقافة طنطا ونقل تبعية أنشطته إلى مواقع ثقافية أخرى، إلى جانب نقل العاملين، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين المثقفين ورواد القصر، الذين اعتبروا القصر واجهة ثقافية أساسية لعاصمة المحافظة.

تصريحات مستفزة

ولفت إلى أن التصريحات الرسمية الصادرة في هذا الشأن جاءت مستفزة للرأي العام، حيث أعلن مدير فرع ثقافة الغربية أن مقر القصر بشارع المتحف غير صالح لممارسة الأنشطة الثقافية، وسيتم تسليمه لمحافظة الغربية تمهيدًا لهدمه واستغلاله في مشروعات أخرى، مع التأكيد على عدم إغلاق القصر أو إلغاء أنشطته، ونقل جميع الفعاليات إلى المركز الثقافي بطنطا.

وعلّق عضو مجلس الشيوخ على هذه التصريحات قائلاً: “إذا كانت المحافظة قادرة على هدم مقر القصر لإقامة مشروعات أخرى، فمن الأولى هدمه وإقامة مبنى متكامل ليكون مقرًا دائمًا لقصر ثقافة طنطا، بدلًا من الاكتفاء بمقار مؤقتة لا تليق بتاريخ وقيمة هذا الصرح الثقافي الكبير”، مؤكدا أن استمرار تقديم حلول مؤقتة أو ما وصفه بـ ”المسكنات” يتعارض مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاهتمام بقصور الثقافة، باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة الفكر المتطرف والأفكار الهدامة.

حل أزمة قصور الثقافة المهجورة

وشدد الجندي على ضرورة تدخل الحكومة بشكل عاجل لحل أزمة قصور الثقافة المهجورة، وإحياء دورها في التنوير وبناء الوعي المجتمعي، مطالبًا بسرعة توفير مقر بديل دائم ومناسب لقصر ثقافة طنطا، يضمن استمرارية الأنشطة الثقافية دون تقليص.

كما عرض عضو مجلس الشيوخ عددًا من الحلول المقترحة، يتمثل أولها في إعادة إحياء مشروع هدم مقر قاعة المعارض المملوكة للثقافة، ومقر المجلس المحلي المجاور للقصر، وإعادة تشييد المبنى ليضم عدة أدوار بدلًا من دور واحد، من خلال شراكة بين محافظة الغربية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ليصبح المبنى مجمعًا حكوميًا وثقافيًا متكاملًا يضم مقرًا للمجلس المحلي وقصر الثقافة، بما يتيح له أداء دوره التنويري والإبداعي على الوجه الأمثل.

قصر الأميرة فريال الأثري بمدينة طنطا

وأوضح أن الحل الثاني يتمثل في استغلال قصر الأميرة فريال الأثري بمدينة طنطا، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أوائل القرن الماضي، ويتكون من أربعة طوابق، ويقع على مساحة أرض تبلغ نحو 1160 مترًا مربعًا، فيما تبلغ مساحة المباني نحو 455 مترًا مربعًا، لافتا إلى أن القصر يعاني حاليًا من إهمال شديد، ويحيط به تراكم القمامة، رغم نجاح الدولة في وضع يدها عليه، وهو ما دفع عددًا كبيرًا من المثقفين والأدباء والأثريين للمطالبة بقيام وزارة الثقافة بشرائه وتحويله إلى قصر ثقافة كبير، على غرار قصر ثقافة المحلة الكبرى الأثري.

واختتم النائب حازم الجندي اقتراحه بالتأكيد على أن الأمر يتطلب تدخلًا عاجلًا وحاسمًا من وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، لإلغاء أي قرارات تتعلق بإغلاق أو تقليص نشاط قصر ثقافة طنطا، أو نقله إلى مقر مؤقت غير ملائم، مع ضرورة وضع خطة عاجلة لتأمين مقر دائم يليق بتاريخ القصر ومكانته. كما طالب بإعلان موقف واضح من وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة ومحافظة الغربية، مؤكدًا أن المطلب الأساسي لرواد القصر والمثقفين هو تخصيص مقر دائم ومناسب يعيد لقصر ثقافة طنطا دوره الريادي في الحياة الثقافية.

عناوين مقترحة: