عمرو الفارسي: آثار مصر القديمة تكشف عبقرية علمية سبقت عصرها بقرون
أسامة أبوالدهب
قال الدكتور عمرو الفارسي، خبير السياحة ومساعد رئيس حزب مصر 2000 لشئون السياحة، أن الحضارة المصرية القديمة تُعد واحدة من أكثر الحضارات الإنسانية توثيقًا وتأثيرًا في التاريخ، مشددًا على أن ما وصل إلينا من آثار ومعارف يمثل جزءًا فقط من عبقرية حضارية أذهلت العالم ولا تزال تحيّر العلماء حتى اليوم.
مصر القديمة
وأوضح الفارسي في تصريحات له أن الوجود التاريخي لمصر القديمة مثبت بالأدلة الأثرية والعلمية، من معابد ومقابر ونقوش وبرديات، والتي تعكس قيام دولة مركزية متقدمة امتلكت نظم حكم وإدارة وعلومًا تطبيقية سبقت عصرها بقرون طويلة. وأشار إلى أن الحضارة المصرية لم تكن معزولة، بل كانت مصدر إلهام رئيسي للعديد من الحضارات اللاحقة، وعلى رأسها الحضارة اليونانية.
الطب المصري القديم
وأشار الفارسي إلى أن الطب المصري القديم يُعد من أعظم الشواهد على التقدم العلمي للحضارة المصرية، لافتًا إلى برديات مثل بردية إدوين سميث وبردية إيبرس التي توضح ممارسة المصريين للجراحة، وقدرتهم على تشخيص الأمراض، وفهم إصابات العمود الفقري والدماغ، واستخدام العقاقير الطبيعية بجرعات دقيقة.
كما أشار إلى امتلاكهم معرفة تشريحية مذهلة ظهرت في تقنيات التحنيط، التي ما زالت تحيّر العلماء حتى اليوم.
بناء الأهرامات والمعابد الكبرى
وأضاف أن العبقرية الهندسية للمصريين القدماء تتجلى بوضوح في بناء الأهرامات والمعابد الكبرى، موضحًا أن الدقة الهندسية في تحديد الاتجاهات وضبط الزوايا ونقل الكتل الحجرية الضخمة تؤكد وجود معرفة رياضية وفيزيائية متقدمة، وتنظيم هندسي وإداري معقد لا يمكن تفسيره بالوسائل البدائية وحدها.
وشدد الفارسي على أن الحديث عن “تكنولوجيا مفقودة” لدى المصريين القدماء لا ينتمي إلى عالم الخرافة، بل يستند إلى حقائق علمية، تتمثل في وجود نتائج مذهلة لا تزال طرق تنفيذها غير مفهومة بالكامل حتى الآن، سواء في تقنيات البناء أو الصقل أو الحسابات الفلكية، مشيرًا إلى ضياع أجزاء كبيرة من المعرفة المصرية عبر العصور، أو اقتصار تدوينها على النخبة والكهنة.
الحضارة المصرية القديمة
وأكد أن الحضارة المصرية القديمة لم تكن مجرد حضارة أدوات، بل حضارة رؤية شاملة جمعت بين العلم والدين، وبين الهندسة والفلسفة، وبين المادة والبعد الروحي، ما منحها فرادتها واستمراريتها، وجعلها قادرة حتى اليوم على جذب اهتمام الباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم.
وختم الفارسي تصريحه بالدعوة إلى إعادة تقديم هذا الإرث العظيم للعالم برؤية علمية حديثة، تستند إلى البحث والتوثيق، وتوظف قوة الحضارة المصرية كأحد أهم محركات القوة الناعمة والسياحة الثقافية لمصر، مؤكدًا أن ما لم يُكتشف بعد من أسرار الحضارة المصرية ربما يكون أعظم مما اكتُشف حتى الآن.







