أبو العلا: تحركات السيسي الخارجية تعيد لمصر دورها القومي والتاريخي
قال النائب محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري وعضو مجلس الشيوخ، إن اللقاءات والتحركات الخارجية الأخيرة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي تعكس بوضوح عودة مصر إلى ممارسة دورها القومي والتاريخي كدولة محورية في محيطها العربي والأفريقي والدولي، مشيرًا إلى أن السياسة الخارجية المصرية باتت تقوم على الاستقلالية في اتخاذ القرار، والانحياز الواضح لحقوق الشعوب، ورفض أي محاولات للهيمنة أو فرض الإملاءات.
لقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية الروسي
وأوضح أبو العلا أن استقبال الرئيس السيسي لوزير الخارجية الروسي، وما تضمنه اللقاء من تأكيد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، يعكس توجهًا مصريًا واعيًا يقوم على تنويع دوائر التحرك الخارجي، وبناء علاقات دولية متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، وتحقيق المصالح المشتركة، بعيدًا عن منطق التبعية أو الارتهان لأي قوة دولية.
الأمن القومي المصري
وأضاف رئيس حزب العربي الناصري أن استضافة مصر للمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة “روسيا – أفريقيا” تؤكد التزام الدولة المصرية التاريخي تجاه القارة الأفريقية، باعتبارها عمقًا استراتيجيًا أصيلًا لا ينفصل عن منظومة الأمن القومي المصري، مشددًا على أن الرؤية التي طرحها الرئيس السيسي بشأن قضايا التنمية في أفريقيا تعكس إدراكًا حقيقيًا لجذور الأزمات التي تواجه القارة، والتي لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية أو القهر، وإنما عبر مسارات التنمية الشاملة، وتحقيق العدالة، وبناء الإنسان.
القضية الفلسطينية
وأشار أبو العلا إلى أن الموقف المصري الثابت من القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، يعكس رسوخ العقيدة السياسية للدولة المصرية، التي انحازت على الدوام إلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ورفضت محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة أو تصفية القضايا العادلة، مؤكدًا أن التحركات المصرية تنطلق من مسؤولية قومية وتاريخية، وليس من حسابات ضيقة أو مصالح آنية.
وفيما يخص ملف مياه النيل، شدد النائب محمد أبو العلا على أن تأكيدات الرئيس السيسي بشأن قضية سد النهضة تعبر عن موقف وطني واضح وحاسم، يتمسك بالحقوق التاريخية لمصر، وفي الوقت نفسه يفتح المجال أمام الحلول السياسية القائمة على مبادئ العدل وعدم الإضرار، معتبرًا أن الدفاع عن مياه النيل هو دفاع عن حق الحياة، وخط أحمر لا يمكن التفريط فيه أو المساومة عليه.
مواجهة الإرهاب
كما ثمّن رئيس حزب العربي الناصري دعم مصر لوحدة العراق وسلامة أراضيه، والتأكيد المستمر على ضرورة مواجهة الإرهاب وبناء الاستقرار، معتبرًا أن هذا النهج يعكس إيمان الدولة المصرية بوحدة الصف العربي، وأهمية استعادة مفهوم الأمن القومي العربي القائم على التضامن والتكامل، وليس على التفكك والانقسام.
واختتم أبو العلا تصريحاته بالتأكيد على أن السياسة الخارجية المصرية في مرحلتها الراهنة تستعيد جوهر الدور الناصري القائم على نصرة قضايا التحرر الوطني، ودعم الدول الوطنية، واحترام سيادة الشعوب، وبناء علاقات دولية تقوم على الندية والتوازن، مشددًا على أن مصر ستظل، كما كانت عبر تاريخها، قلب الأمة النابض، وصوتها العاقل في مواجهة الفوضى والصراعات الإقليمية والدولية.







