النائب أيمن محسب: البيان المصري بشأن السودان تضمن رسائل سياسية وأمنية بالغة الأهمية
أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، إلى القاهرة، وما أعقبها من صدور بيان رئاسي مصري جاء واضحًا وحاسمًا، تعكس بصورة جلية ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة التي يشهدها السودان، كما تُبرز الدور المحوري الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم استقرار السودان والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامة أراضيه.
رسائل سياسية وأمنية
وأوضح محسب أن البيان المصري تضمن رسائل سياسية وأمنية بالغة الأهمية، في مقدمتها التأكيد الصريح على أن الأمن القومي السوداني يُعد جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وهو ما يفسر نبرة الحزم التي اتسم بها البيان، لا سيما فيما يتعلق بتحديد مجموعة من الخطوط الحمراء التي لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها، وعلى رأس هذه الخطوط الحمراء تأتي وحدة الدولة السودانية، ورفض أي محاولات تستهدف تقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية من شأنها تقويض كيان الدولة وتهديد مؤسساتها الشرعية.
الجرائم في السودان
وأشار وكيل لجنة الشئون العربية إلى أن توقيت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني يعكس إدراك القيادة السياسية المصرية لخطورة المرحلة الراهنة التي يمر بها السودان، خاصة في ظل تصاعد العمليات العسكرية واتساع نطاق الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون، ولا سيما في مدينة الفاشر.
وأكد أن تحركات مصر في هذا الملف تنطلق من مسئوليتها التاريخية تجاه السودان وشعبه، وليس من منطلق تحقيق مصالح ضيقة أو حسابات آنية.
وأضاف محسب أن تأكيد مصر المستمر على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية يمثل ركيزة أساسية لا غنى عنها لأي تسوية سياسية مستقبلية، موضحًا أن انهيار هذه المؤسسات من شأنه أن يفتح الباب أمام سيناريو الفوضى الشاملة، وهو أمر ترفضه القاهرة بشكل قاطع، نظرًا لما قد يحمله من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
خطة ترامب في السودان
ولفت إلى أن دعم مصر للرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والهادفة إلى إحلال السلام وتجنب التصعيد في السودان، يعكس حرص القاهرة على العمل في إطار الحلول السياسية والدبلوماسية، والسعي إلى تدويل الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، والوصول إلى هدنة إنسانية تضمن حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.
وأكد أن استمرار مشاركة مصر ضمن إطار الرباعية الدولية يعكس رغبتها الجادة في بلورة موقف دولي موحد يضع حدًا للنزاع المسلح، ويحول دون استغلال الأزمة السودانية لتحقيق أجندات خارجية أو إقليمية على حساب وحدة الدولة السودانية وسيادتها.
وأوضح النائب أيمن محسب أن المباحثات التي تناولت تطورات الأوضاع في منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي تؤكد أن استقرار السودان يُعد عنصرًا أساسيًا في حماية الأمن المائي المصري، وفي مواجهة الإجراءات الأحادية التي تتم في حوض النيل الأزرق، بما يحقق المصالح المشتركة لدول الحوض كافة، وذلك في إطار الالتزام بقواعد القانون الدولي.
وشدد على أن الرسالة الأهم التي حملتها زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة تتمثل في أن مصر لن تسمح بتحويل السودان إلى ساحة للفوضى أو التقسيم، وأن القاهرة ستظل داعمًا رئيسيًا للشعب السوداني ولمؤسساته الشرعية، وصولًا إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وتحقق الأمن والاستقرار لشعبه الشقيق.







