عقبالنائب البرلماني وعضو المجلس الإنجيلي العام الدكتور فريدي البياضي على حالة الجدل التي أثارتها إحدى البرامج

مؤتمر القيادة الإنجيلية الأمريكية في إسرائيل,النائب فريد البياضي,المجلس الإنجيلي العام,المسيحية الصهيونية,الكنائس الشرقية

السبت 20 ديسمبر 2025 - 13:53

فريدي البياضي يرد على الجدل.. مؤتمر إسرائيل لا يمثل موقف الإنجيليين حول العالم

النائب فريد البياضي
النائب فريد البياضي

عقب النائب البرلماني وعضو المجلس الإنجيلي العام، الدكتور فريدي البياضي، على حالة الجدل التي أثارتها إحدى البرامج التلفزيونية عقب تناولها لمؤتمر عُقد في إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وشارك فيه عدد من القساوسة والقيادات الإنجيلية من الولايات المتحدة الأمريكية.

مؤتمر القيادة الإنجيلية الأمريكية في إسرائيل

وأوضح البياضي أن الطرح الذي قُدم خلال البرنامج أوحى بأن ما جرى في هذا المؤتمر يعكس رؤية التيار الإنجيلي العالمي تجاه إسرائيل والصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذا التصوير يفتقر إلى الدقة ولا يعكس الواقع الحقيقي، حيث يتجاهل حالة التنوع الواسعة والاختلافات الكبيرة داخل الطيف الإنجيلي على مستوى العالم.

وشدد البياضي على أن الربط بين مؤتمر سياسي بعينه وموقف جميع الإنجيليين حول العالم يمثل تعميمًا غير صحيح، موضحًا أن عدد الإنجيليين عالميًا يتجاوز المليار شخص، وينتمون إلى ثقافات وبلدان وسياقات اجتماعية وسياسية مختلفة، ولا يمكن اختزالهم في رؤية سياسية واحدة أو موقف موحد.

عدد محدود من القساوسة

وأضاف أن مشاركة عدد محدود من القساوسة في لقاء سياسي تنظمه جهة رسمية إسرائيلية لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها معبرة عن موقف الكنائس الإنجيلية عالميًا، خاصة أن مثل هذه المشاركات ترتبط بالأساس بالسياق السياسي الأمريكي، ولا تعكس حقيقة التنوع الواسع داخل المجتمعات والكنائس الإنجيلية في مختلف دول العالم.

المسيحية الصهيونية رؤية هامشية لا تمثل الكنائس الشرقية

وأشار البياضي إلى أن التيار المعروف باسم المسيحية الصهيونية، والذي جرى الترويج له خلال الحلقة التلفزيونية، يُعد في الواقع اتجاهًا محدودًا داخل بعض الدوائر الإنجيلية الغربية، ولا يمثل الغالبية العظمى من الكنائس الإنجيلية على مستوى العالم.

وأكد أن الكنائس الإنجيلية في منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها الكنائس الإنجيلية في مصر، تستند في مواقفها إلى مبادئ راسخة تقوم على قيم العدل، ورفض الظلم، والسعي إلى تحقيق سلام عادل وشامل، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع أي خطاب يحاول ربط الإيمان المسيحي بتبرير الاحتلال أو تجاهل معاناة الشعوب الواقعة تحت الظلم.

قيادات إنجيلية دولية ترفض ربط الإيمان بالاحتلال

وفي السياق ذاته، أوضح البياضي أن هناك عددًا من القيادات الإنجيلية ذات التأثير الدولي التي عبّرت بشكل صريح ومتكرر عن رفضها التام لاستخدام العقيدة الدينية كأداة لتبرير ممارسات الاحتلال أو دعم سياسات القمع.

وأشار إلى نماذج بارزة من بينهم القس جيم واليس، الذي أكد في مواقفه أن الهوية المسيحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعدالة الاجتماعية، ووجّه انتقادات علنية لسياسات الاحتلال، وكذلك القس توني كامبولو، الذي وصف “المسيحية الصهيونية” بأنها انحراف لاهوتي، ودعا بوضوح إلى الاستماع لصوت ومعاناة الشعب الفلسطيني.

كما لفت البياضي إلى حجم الدعم الدولي الكبير الذي تحظى به القيادات المسيحية الفلسطينية، وعلى رأسهم القس منذر إسحق، إضافة إلى التأييد الواسع الذي حظيت به وثيقة “كايروس فلسطين”، والتي تبنتها كنائس وقادة إنجيليون في مختلف دول العالم بوصفها تعبيرًا مسيحيًا صادقًا يطالب بالحرية ورفع الظلم وتحقيق العدالة.

رسالة إلى الإعلام: تجنب التعميم واجب وطني ومهني

وأكد البياضي أن موقفه، والذي يتوافق مع قطاعات واسعة داخل الكنائس الإنجيلية في المنطقة العربية والعالم، يقوم على مجموعة من القيم الثابتة، في مقدمتها العدل، واحترام كرامة الإنسان، ورفض كافة أشكال الظلم، والدعوة إلى سلام عادل ومستدام.

ودعا وسائل الإعلام إلى التحلي بأقصى درجات المهنية والدقة عند تناول القضايا الحساسة، والتنبه إلى ضرورة التمييز بين مواقف مجموعات محدودة شاركت في لقاءات سياسية معينة، وبين الواقع الحقيقي والمتنوع للكنائس الإنجيلية حول العالم.

واختتم الدكتور فريدي البياضي تصريحاته بالتأكيد على أن الإيمان الحقيقي لا يُستخدم أبدًا لتبرير الظلم أو القهر، بل يقف دائمًا في صف الحق والعدالة والسلام.